ايقونات التواصل الاجتماعي

لا يسبقك أحد إلى السلام -فوائد قيمة

http://www.sham24news.com/islamyat/islameyat-83-0.jpg
لا يسبقك أحد إلى السلام -فوائد قيمة

ترك إفشاء السلام
يزهد كثير من الناس في خير وفير ، عندما يمرون بإخوانهم في الإسلام ،
فيبخلون عليهم بالسلام ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) .

إنه لمظهر مزري ، وفعل مؤذي . كيف يستمرئ المسلم من نفسه هذا ؟

والرسول الله صلى عليه وسلم حجب الجنة إلا بالإيمان ، وحجب الإيمان إلا بالمحبة ودلنا علي طريق المحبة فقال : (( أولا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم )) . أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- .

وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام ليفشو الخير ، وتتألف القلوب وتتحد الصفوف .

فعن البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال :
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ... وإفشاء السلام .. ))
الحديث متفق علي صحته .

وعن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه–

قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( أيها الناس أفشوا السلام واطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلامٍ ))
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

واعلم أيها المسلم –

أن في إفشاء السلام بين المسلمين فوائد كثيرة ، ومزايا عظيمة :

منها : إحياء سنة المصطفي –صلى الله عليه وسلم- .

ومنها : امتثال سنة المصطفي –صلى الله عليه وسلم- .

ومنها : قوة إيمان مفشية .
قال البخاري – رحمه الله – في صحيحه ( 1/82 ) :

باب إفشاء السلام من الإسلام .
وقال عمار – بن ياسر - :
(( ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإنفاق من الإقتار )) . ا هـ .

وفي بعض ألفاظه عند غير البخاري :

(( ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان ))

ووجهه : أن من اتصف بالإنصاف : أدى جميع الحقوق التي عليه لربه وللخلق .

ومن بذ ل السلام تحلى بمكارم الأخلاق فحصل التآلف والتحاب بين المسلمين .

ومن أنفق مع اقتراه ، فقد بلغ ذروة الكرم ووثق بما عند الله ([53])

ومنها نفي صفة البخل الذميمة ،
الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: (( وأبخل الناس من بَخل بالسلام )) . رواه الطبراني ، وهو حديث حسن .

ومنها أنه سبب من أسباب دخول الجنة . ومنها نشر المحبة والوئام بين المسلمين . ومنها : أداء حق المسلم

فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه –
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(( حق المسلم علي المسلم ست : إذا لقيه فسلم عليه ... )) الحديث .

ومنها إغاظة اليهود
فقد ثبت في سنن ابن ماجه عن عائشة قالت :
قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( ما حسدتكم اليهود علي شيء ، ما حسدوكم علي السلام والتأمين ))

ومنها أولوية المسلم بالله
كما ثبت في سنن أبي داود عن أبي أمامة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام )) ا هـ .

قال العلامة النووي في (( الأذكار )) وينبغي لكل أحدٍ من المتلاقين أن يحرص على أن يبدأ بالسلام لهذا الحديث . ا هـ .

ومعنى الحديث كما قاله العلامة المناوي في ((الفيض )):

(( أولى الناس بالله )) : أي :
من أخصهم برحمته ، وغفرانه والقرب منه في جنانه .

وقيل:
أقربهم من الله بالطاعة من بدأ أخاه بالسلام عند ملاقاته ، لأنه السابق إلي ذكر الله . ا هـ .

لذا قال أبو بكر – رضي الله عنه للأغر المزني :
(( لا يسبقك أحد إلى السلام )).

رواه الطبراني ،وقال ابن حجر ( 11/16 ) : بسند صحيح . ا هـ .

ومنها الحصول علي ثلاثين حسنة ، إن أتي بالسلام تاماً .

ومنها : تحصيل ثواب الصدقة
الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم
(( يُصبح كل يومٍ على كل سلامي من ابن آدم صدقة .. وتسليمك علي الناس صدقة .. ))
الحديث رواه أحمد بإسناد صحيح
وهو في صحيح مسلم بدون ذكر السلام ([54])

هذه بعض فوائد إفشاء السلام ، فهل يجسر عاقل لبيب بعد هذا علي التفريط في إفشاء السلام ؟

فجدير بالمسلم أن يفشي السلام في الأرض
محتسباً الأجر في إحياء السنة ، وفي امتثالها .
ولا يثنه عن السير في هذا الطريق ما يواجهه من أذىً ، واستهزاءٍ ، وعدم إجابةٍ ،
فإن انتشار السنن يحتاج إلى صبر ومصابرةٍ

(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

وقد كان الطفيل بن أبي بن كعب
يأتي عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما –
فيغدوا معه إلي السوق .
قال الطفيل : فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله علي سقاطٍ ،
ولا صاحب بيعةٍ ولا مسكينٍ
ولا أحدٍ إلا سلم عليه .

قال الطفيل :
فجئت عبد الله بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق .
فقلت له : ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف علي البيع ،
ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ، ولا تجلس في مجالس السوق ؟
فقال : يا أبا بطن – وكان الطفيل ذا بطن – إنما نغدوا من أجل السلام ، نسلم على من لقيناه .

قال النووي في ( رياض الصالحين )) : رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيحٍ . ا هـ .

المصدر أحكام السلام
للشيخ عبد السلام برجس رحمه الله