ايقونات التواصل الاجتماعي

أشعر بالملل من القرآءة..



يقول السائل:


أنا طالب دراسات عليا أحب العلم و أحب أن أقرأ و أصبح مثقفا مطلعا على جانب حاجتي كطالب دراسات عليا للقراءة. مشكلتي أنني في صدام مع القراءة. حيث عند الإقبال على الكتاب و القراءة أحس بالملل و لذلك أترك القراءة و أعد نفسي بالقراءة و أتكاسل و لا أعود مرة أخرى. و قد تكون مع عدة أمور أخرى أبدا بتطبيقها لكن لا أواصل عملها مع العلم لحاجتي إليها.


جواب الاستشاري:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,
حياك الله أخي الكريم ,, وأسعدك بطاعته ومرضاته ,,
واعلم وفقك الله بأن أي أمر أوممارسة أو موهبة تريد الحصول عليها والمداومة على أدائها والتلذذ والاستمتاع بها فلابد أن تسعى لتحقيق ثلاث شروط هامة ورئيسية في تعاملك معها وهي :
أولاً :- القناعة التامة بها , فالقراءة مثلاً لابد أن تكون قيمة حقيقية في داخلك , وليست مجرد حلم أو أمنية ,, وهناك وسائل كثيرة لتعزيز القيم وتنميتها في النفس لايتسع الجال هنا للتفصيل فيها , ويبدو من سؤالك بأنك مدرك لأهمية القراءة وتحاول جاهداً أن تقرأ وتطور نفسك , ولكن ينقصك العزيمة والمهارة , وسأوضح لك فيما يلي كيف تعالج هذا بإذن الله .
ثانياً :- امتلاك المهارة اللازمة لتحقيقها , فالقراءة مثلاً لها مهارات في طريقة القراءة نفسها وفي انتقاء مايقرأ من الكتب , والآن تقدم دورات تدريبية في كيفية القراءة السريعة واقتناص الفوائد , وقد تقرأ أحياناً في بعض الفنون غير المتعلقة مباشرة بإحتياجك العلمي , ولكن لأنها محببة لنفسك ومن أجل تعويد النفس على القراءة ,, فلابأس بقراءة كتب الفنون والآداب والروايات واللغة والطرائف أو أي فن مباح تشعر بأن تحب القراءة فيه , مع قراءة الكتب المفيدة كذلك , شيئاً فشيئاً حتى تعتاد وتأنس بالقراءة .
ثالثاً :- المداومة والاعتياد , وهذه يغفل عنها كثير من الناس , وهي هامة جداً وهي من عجائب ابداع الخالق سبحانه وتعالى في خلقه للنفس البشرية , ذلك أن النفس جبلت على اعتياد ماتمارسه وتداوم عليه , حتى ولو كانت قناعتها فيه ضعيفة في البداية , بل تجد كثير من الناس اعتادوا أشياء دون معرفة الهدف منها بالضرورة ,, ومن الجميل أن تكون هذه المداومة والاعتياد مخططاً لها , في سبيل تحقيق هدف حب القراءة والمداومة عليه والاستمتاع بها ,والتخطيط يكون في الوقت والأسلوب والمادة المقروءة ,, ومما يساعدك في هذا أخي الحبيب بأن طالب دراسات عليا وتحتاج للقراءة والاطلاع , فليكن ذلك سبيلاً ووسيلةً لعلاج المشكلة التي تعاني منها .
أخيراً : لابد أن تكون متفائلاً وصاحب عزيمة واجتهاد وصبر , وأن تبدأ بالتدرج حتى لاتمل ,, وإياك واليأس والاستسلام , ولاتقل (أنك في صدام مع القراءة) وإنما أنت في سبيل حب القراءة وتطوير ذاتك بإذن الله .
وفقك الله لكل خير وسددك وأعانك .