ايقونات التواصل الاجتماعي

لا أثق بنفسي!!


السؤال:
أنا فتاة، عمري 25سنة، لا أثق في نفسي، ولا أستطيع التكلم أمام الناس وهم ينظرون إلي أو مع شخصٍ لم أكن أعرفه من قبل؛ لأنني أرتجف من الخوف، وقلبي يخفق بسرعة، ولا أعرف السبب! في بعض الأحيان أسأل نفسي: لماذا أنا خائفة، ومن هذا أو هذه لا أخاف؟! وللأسف ففي بعض الأحيان متعصبة لدرجة أكره نفسي ولا أطيق أحداً، فأرجوكم ساعدوني، وشكراً.


الجواب:
شكراً لك على الكتابة إلينا.
بالرغم من أنك لم تعرفي ما الذي يجري معك، إلا أن ما وصفت في سؤالك هي حالة معروفة تماماً، وهي من أكثر أنواع الخوف أو الرهاب، وتسمى الرهاب الاجتماعي، حيث يضطرب الإنسان عند الحديث مع بعض الناس، وخاصةً مع الكبار أو المسؤولين، كالمعلمين والعلماء والرموز الاجتماعية، وخاصة أيضاً مع الغرباء وكما يجري معك، وقد يشعر الإنسان بالارتعاش، واحمرار الوجه، وجفاف الفم، وربما يجد صعوبة في النظر في وجه هؤلاء الأشخاص أو حتى في القدرة على الكلام وإيجاد الكلمات المناسبة، بينما نفس الشخص لا يجد أي صعوبة في الحديث مع أسرته وأقربائه وأصدقائه، حيث يكون حديثه معهم بشكل عادي وطبيعي ومن دون أي ارتباك.
ومن الخطأ الذي يمكن أن تقعي فيه هو أن تتجنبي مثل هذه المواقف أو هؤلاء الأشخاص، ظناً منك أن هذا الأمر يحسّن هذه الحالة، والعكس هو الصحيح، حيث يزداد هذا الرهاب، وقد يمتد ليشمل مواقف اجتماعية أخرى، وهذا ما يمكن أن يدفعك للمزيد من التجنب، حتى تجدي نفسك ممتنعة عن كثير من الأنشطة واللقاءات الاجتماعية، وقد يصل الأمر لحالة تجدي نفسك أسيرة البيت لا تخرجي منه.
فالحل هو أن تقتحمي مثل هذه المواقف، فهذه فرصة مناسبة للتدريب على مثل هذه المواجهات، وعلى هذه الأحاديث، وتقوم هذه الممارسة على أنجع طرق العلاج، وهي العلاج النفسي المعرفي والسلوكي، من اقتحام ومواجهة ما يخافه الإنسان بدل تجنبه، حتى يعتاد على مثل هذه المواجهة، ومن خلال الوقت ستجدين نفسك في حال أفضل من الثقة في نفسك بالحديث مع الناس، والنظر في وجوههم، ومن دون أي حرج أو ارتباك.
وفي هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة حول الرهاب الاجتماعي، وكذلك هناك المزيد من الإرشادات العملية في كيفية التعامل مع الرهاب.